«الشر من أجل الشر».. شعار رفعه سكان عزبة آدم الذين ارتكبوا جميع أنواع الجرائم: قتل وسرقة ودعارة وتجارة مخدرات ونصب وغسيل أموال وغيرها، وهو ما وضع مخرج ومؤلف وأبطال فيلم «عزبة آدم» فى مأزق لتجسيد كل هذه القضايا فى خط درامى متماسك دون أن يتشتت الجمهور.
العزبة ليس لها وجود فى الواقع اسما، لكن مضمونها موجود فى المجتمع المصرى، ولكن كل صناع العمل هربوا من الإشارة إلى مصر بشكل مباشر، وتركوا ذلك لاستنتاج الجمهور.
الفيلم الذى يتناول مشاكل صيادين غلابة فى مواجهة ضابط شرطة فاسد، وسكان معظمهم ينتمى إلى عالم الجريمة، جمع كل هؤلاء فى عزبة آدم ونقل إلى الجمهور معايشة كاملة لما يعانونه، ولصعوبة بعض القضايا التى يطرحها، واجه الفيلم بعض المشاكل مع رقابة المصنفات الفنية ورقابة وزارة الداخلية، لكنه استطاع أن يخرج إلى النور بعد فترة توقف عن التصوير دامت أكثر من ٤ أشهر.
وسواء نجح الفيلم أم لم يوفق فنيا وجماهيريا، يحسب لصناعه أنهم تعاونوا كفريق عمل واحد، ورفضوا الرضوخ لطلبات «الرقابتين» ونفذوا النهاية التى كتبوها للفيلم دون تعديل.
البطل : فتحى عبدالوهاب: أديت مشهد الحريق بنفسى.. وإهداء الجائزة كان تلقائياً
شخصية «حامد» التى قدمها فتحى عبدالوهاب فى الفيلم تمر بعدة مراحل وتغيرات خلال الأحداث، فبعد أن كان فقيرا يتحول إلى لص، ثم تاجر مخدرات، وبالتالى رجل ثرى ويتزوج من فتاة ليل، ولاقى أداء فتحى استحسان الجمهور رغم صعوبة الشخصية.
■ «حامد» شخصية صعبة ومركبة، كيف استعددت لها؟
- أعجبت بالشخصية على الورق، ولكنها كانت تحتاج إلى تعديلات، فعقدت عدة جلسات مع المؤلف والمخرج، وطرحت كل أفكارى، ولأن المخرج والمؤلف من جيل الشباب فقد تفهما وجهة نظرى، واستشارانى فى معظم الأمور الخاصة بالفيلم ومنها المشكله مع الرقابة.
■ رغم الفقر الشديد الذى كان يعيشه «حامد» فى النصف الأول من أحداث الفيلم، كان دائما مبتسما، لماذا؟
- كان يضحك سخرية من الواقع الذى يعيشه، فظروفه سيئة اجتماعيا وماديا، وكان الضحك هو وسيلته للهروب من هذا الواقع السيئ، أما فى النصف الثانى من الفيلم فقد كان يضحك إحساسا بالعظمة والانتصار على الفقر.
■ خلال تصوير الفيلم، ضربت فتوح أحمد طلقة «فشنك» وأصيب فى إحدى عينيه، صف لنا هذه الواقعة؟
- فى المشهد الذى يجمعنى بفتوح، كان من المفترض أن أطلق عليه الرصاص لأقتله، ويبدو أننى اقتربت منه أكثر من اللازم فأصابته الطلقة «الفشنك» فى عينه، وأنا لست مسؤولا عن ذلك بل هى مسؤولية العامل الفنى فى الفيلم الذى كان من المفروض أن يحدد المسافة التى تفصل بيننا حتى لا يتعرض أحد لضرر، والحمد لله أن الموقف مر على خير، وتم تدارك الأزمة سريعا بنقل فتوح إلى المستشفى.
■ بعد هذه الحادثة، ألم تخش من تنفيذ مشهد الحريق بنفسك؟
- هذا المشهد هو آخر مشاهدى فى الفيلم، وكان صعبا لأن «حامد» يتعرض لحادث حريق حيث تشعل فيه زوجته النار، وأصررت على تنفيذه بنفسى رغم تحذيرات المخرج حتى تكون هناك مصداقية أكثر، فالجمهور يستطيع بكل سهوله معرفة الدوبلير، وهذا يفقد العمل مصداقيته، وقد استغرق تصوير هذا المشهد يوما كاملا وظهر على الشاشة بضع ثوانٍ.
■ ما الذى دفع «حامد» إلى الزواج من «مريم» رغم معرفته بأنها فتاة ليل؟
- بعد التطور الذى طرأ على شخصية «حامد» وتحوله من شخص فقير جدا إلى شخص غنى جدا، أصبح يهوى السيطرة والاستحواذ على كل شىء، ورغم أنه يستطيع أن يرتبط بـ«مريم» دون زواج، فإنه تزوجها حتى تصبح ملكه وبذلك يرضى نفسه.
■ لم يوضح الفيلم سبب انقلاب «حامد» على ضابط الشرطة رغم أنه كان شريكه وساعده حتى أصبح ثريا؟
- بعد مرحلة الثراء التى وصل إليها «حامد»، شعر أن كل من حوله يخونونه بمن فيهم ضابط الشرطة، فقرر أن ينقلب عليه فكانت هذه هى نهايته.
■ أليس غريبا أن تأتى عبارة «كل الفقراء ولاد كلب» كثيرا على لسان «حامد» رغم أنه فقير؟
- حامد فى بداية الفيلم كان يعانى من التفاوت الطبقى، لذا كان يكره الفقراء ويشعر أنهم بلا كرامة وليس لديهم أخلاق ولا يستحقون الحياة، وكان يسعى دائما إلى تغيير وضعه وانتقاله من طبقة الفقراء إلى الأغنياء، لذلك كان دائما شديد السخط على الفقراء ويسبهم رغم أنه ينتمى اليهم، وقد كشف الفيلم فى النهاية أن وجهة نظره خاطئة، وأن الفساد والانحلال الأخلاقى ليس موجودا بين الفقراء فقط، بل الأغنياء، أى أنه ليست له علاقة بالطبقة الاجتماعية.
■ قلت إنك شاركت المخرج فى مفاوضاته مع الرقابة، هل كنت ضد تدخل الداخلية؟
- لست ضد وجود الرقابة، لكن ضد تعددها، فبالأمس كانت هناك رقابة واحدة هى المصنفات الفنية، واليوم أصبح للداخلية والأزهر دور رقابى على السينما، وغدا سنجد رقابة من الزراعة والمالية وغيرهما على الفن، وأنا لا أرى أى مشكلة فى الفيلم تستدعى تحويله إلى الداخلية، فنحن نقدم عملا فنيا تدور أحداثه فى أى مكان غير مصر، ونحن لم نشر إلى المكان الذى تدور فيه الأحداث.
■ هل كنت تتوقع حصولك على جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائى؟
- لم أكن أتوقع أن أحصل على جائزة من مهرجان مهم مثل مهرجان السينما الذى أعتبره من المهرجانات الدولية المهمة، وقد فوجئت عندما أخبرونى بحصولى عليها، وأعتبر هذه الجائزة جاءت من عند ربنا لأن الفيلم شارك فى المهرجان فى اللحظات الأخيرة بسبب المفاوضات بين إدارة المهرجان والشركة المنتجة، وأتمنى أن تساهم شركات الإنتاج بعدة أفلام فى المهرجان العام المقبل حتى تكون للفنانين المصريين فرصة أكبر فى الحصول على جوائز.
■ إهداؤك الجائزة إلى المنتخب المصرى هل كان معدا مسبقا؟
- لا، بل جاء بتلقائية لحظة صعودى على المسرح لتسلم الجائزة، وأعتبر ما فعلته تكريماً للمنتخب الوطنى الذى قدم ما عليه فى هذه المباراة، وللمشجعين المصريين الذين أهينوا على يد الجزائريين فى السودان، والحمد لله أننى تماسكت ولم أفقد أعصابى ولم أخطئ فى الجزائريين.
■ حصولك على جائزة فى فيلم «عصافير النيل» تصادف مع عرض فيلم «عزبة آدم»، هل تعتقد أنه سيرفع من إيرادات الفيلم؟
- لم أفكر فى ذلك إطلاقا، فبقدر احترامى لشباك التذاكر فإننى لا أحب أن أكون تحت رحمته، كما أن سوق السينما ليست لها قواعد أو معايير تحكمها، ودائما تخالف كل التوقعات.
المؤلف : محمد إسماعيل: انتصرت على الرقابة وهربت من مقصها باستخدام «الراوى»
«عزبة آدم» هو العمل الفنى الثانى للمؤلف محمد إسماعيل بعد مسلسل «ولاد الليل» بطولة جمال سيلمان، وهو التجربة الأولى له فى السينما، واستغرق عامين فى تأليفه، أعاد خلالها كتابة السيناريو ٨ مرات، وواجه مشاكل كثيرة مع الرقابة بسبب تناول شخصية ضابط فاسد فى الفيلم.
■ لماذا كتبت السيناريو ٨ مرات، هل لأنك لأول مرة تكتب فيلماً سينمائياً؟
- لا، بل لأننا عقدنا عدة جلسات جمعت بينى وبين المخرج والمنتج وبطل الفيلم للوصول إلى الشكل الأفضل للفيلم، وفى كل جلسة، يتم وضع اقتراحات، وبناء عليها أعيد كتابة الفيلم إلى أن وصلنا إلى السيناريو الذى تم تصويره.
■ وهل الرقابة لها دخل فى هذه التعديلات؟
- الرقابة أحالت الفيلم للداخلية وطلبت تعديلات كثيرة، ورفضت، فتم وقف تصوير الفيلم، وترجع المشكلة إلى أن الشركة المنتجة تأخرت فى إرسال السيناريو للرقابة، فبعد أسبوعين من التصوير أوقفت الرقابة الفيلم، وأحالته للداخلية ودخلت فى مفاوضات كثيرة معها لمدة أربعة أشهر، لكننى رفضت كل طلبات الداخلية، لأنها كانت معترضة على ظهور ضابط فاسد فى الفيلم، وأصرت على أن أعدل النهاية بحيث يحاكم هذا الضابط، لكننى تمسكت بالنهاية التى وضعتها وهى انتحار الضابط، لأننى لا أصنع فيلما تسجيليا للشرطة بل أصنع فيلما دراميا به خيال يحتمل الصواب أو الخطأ.
■ الضابط الفاسد تم تقديمه من قبل فى السينما، ما الجديد الذى تقدمه؟
- بالفعل تم تقديمه كثيرا، لكننى أهدف من خلال هذه الشخصية إلى التأكيد على وجود فساد فى الشرطة وإظهار تحالف السلطة مع الفساد فى شكل درامى، والضابط مثل غيره من أصحاب المهن الأخرى فيهم الصالح والطالح، كما أننى لم أركز فى الفيلم كله على الضابط مثل فيلم «تيتو» مثلا، فالبطل عندى هو المكان «العزبة»، والصراع الذى يدور فيه بين الخير والشر.
■ هل تقصد بعزبة آدم مصر؟
- قد أقصد بها مصر أو الدنيا كلها، فهى مكان ترتكب فيه كل جرائم الفساد من دعارة وغسيل أموال ونصب وفساد السلطة وتجارة مخدرات وسرقة وقتل، لكننى لا أوضح ما أقصده بشكل مباشر لأترك للجمهور تفسير خلاصة الفيلم وفقا لرؤيته، وأنا لم أبالغ فى إظهار كل هذه الجرائم لأنها موجودة بالفعل وتطالعنا بها كل الصحف يوميا، فالفيلم عبارة عن إنذار موجه للدولة مضمونه أن مصر بها أماكن كثيرة مثل عزبة آدم مليئة بالفساد ومن الممكن أن تنفجر فى أى وقت وستكون العواقب وخيمة.
■ لكن تشعب القضايا التى يطرحها الفيلم أدى إلى تفككه دراميا؟
- كنا بالفعل خائفين من هذه النقطة فى البداية، لذلك أجرينا تعديلات عديدة على السيناريو، ونظرا لكثرة القضايا التى يطرحها الفيلم رسمت أنا والمخرج أكثر من خط درامى، ولا أعتقد أن هناك تشتتاً حدث للمشاهد، فالجمهور المصرى ذكى يستطيع أن يستوعب الأحداث بسرعة، كما أننا استخدمنا الإيقاع السريع فى الأحداث وتناول القضايا بشكل مختصر.
■ ما الفائدة من طرح قضية مهمة مثل الإرهاب والتطرف الدينى بصورة سطحية؟
- للتأكيد على أن الظلم الذى تعرض له «مصطفى»، أحمد عزمى من قبل ضابط شرطة حوله إلى إرهابى ومجرم، ومن خلال ذلك نشير إلى أن الظلم الذى يتعرض له بعض المواطنين من بعض رجال الداخلية قد يحولهم إلى إرهابيين، وقد حدث ذلك فى الواقع، كما يحذر الفيلم من أن الكبت السياسى الذى يعيشه الناس من الممكن أن ينفجر فى أى وقت وقد حدث ذلك مع طلاب الأزهر الذين نظموا ميليشيات داخل الجامعة نتيجة غياب المشاركة السياسية فى الجامعات.
■ لماذا استخدمت أسلوب الحكى فى الفيلم على لسان «مريم»؟
- استخدمت هذا الأسلوب لأجعل الرواية أسطورية تقترب وتبتعد من الواقع وذلك للهروب من الرقابة.
■ هل أنت راض عن الفيلم وتعتبره بداية موفقة لك فى السينما؟
- كنت أتمنى أن يأخذ الفيلم حظه فى الإنتاج أكثر من ذلك، كما أن اعتراض الرقابة وكثرة التوقف أثناء التصوير أثرا عليه.
محمود ياسين: حذف مشاهد من دورى لا يغضبنى
«رجب» هو اسم الشخصية التى يجسدها محمود ياسين فى الفيلم، وهو الصوت الحى لـ«عزبة آدم» الذى ينادى برفع الظلم عن الغلابة والصيادين، والنتيجة هى طرده من قبل ضابط الشرطة خارج البلد بعد تلفيق تهمة لابنه وحبسه.
محمود ياسين أكد أنه حتى الآن لم يشاهد الفيلم حتى يعرف هل تم حذف مشاهد من دوره أثناء المونتاج أم لا، وقال: «سمعت أنه تم حذف مشاهد عديدة من دورى، وإن حدث ذلك بالفعل لن أغضب لأن المخرج حرّ فى ذلك، فقد قبلت الدور للوقوف إلى جوار الشباب، فالمؤلف والمخرج والمنتج جيل جديد من الشباب لديه حماس، وعلى الكبار أن يقفوا إلى جوارهم، ولا تهمنى مساحة الدور بقدر تأثيره فى أحداث الفيلم، ودورى مهم فى أحداث الفيلم رغم صغره، فشخصية شيخ الصيادين فى العزبة التى أجسدها شخصية محورية تحث الناس على الالتزام بالقيم والأخلاق وتربية الأبناء على الفضيلة، وهو الوحيد فى العزبة الذى يلتزم بهذه المبادئ، كما أنه يدافع عن الناس الغلابة ضد بطش الظالمين فى العزبة، و(عزبة آدم) لم يضف لى بقدر إضافته للشباب، فقد سبق وقدمت ١٧٠ فيلما بطولة مطلقة ساندنى فيها نجوم كبار مثل فريد شوقى ورشدى أباظة، والآن أقوم بنفس دورهم، والمفروض أن يفعل ذلك النجوم الكبار، فالسينما للشباب ومشاركتنا لهم بأدوار صغيرة ليس عيبا».
المخرج : محمود كامل: لولا تعطل التصوير ٤ أشهر لخرج الفيلم فى صورة أفضل
رغم الجهد الذى بذله محمود كامل فى إخراج فيلم «عزبة آدم»، فإن الفيلم اتهم بأن إخراجه ضعيف، وكان ذلك سبب حجبه عن المشاركة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وفى هذا الحوار يدافع المخرج عن فيلمه ومستوى الإخراج.
■ سمعنا أن هذا الفيلم من نوعية الأكشن نظرا لطبيعة القضايا التى يطرحها، لكننا لم نشاهد إلا مشهد أكشن واحدا، كيف ذلك؟
- لم أصرح أبدا بأن الفيلم من نوعية الأكشن، وإذا كانت الشركة المنتجة قد صرحت بذلك فهى مسؤولة عما قالته، وفيلم «عزبة آدم» دراما سياسية، وليس معنى أن أحداثه مليئة بالإرهاب والمخدرات والفساد المصحوب بجرائم القتل أن يكون به أكشن، وهدفى أن ألقى الضوء على عزبة آدم المليئة بالفساد وارتباط رأس المال بالسلطة، والمقصود بالعزبة عالم البشر الذى يتحول فيه الخير إلى شر.
■ لماذا اخترت ماجد الكدوانى لأداء شخصية الضابط رغم أن هذا الدور لا يناسبه من ناحية الشكل؟
- تعمدت أن يكون الضابط سميناً لأؤكد أنه مهمل ومخالف وفاسد وغير منضبط، كما تعمدت أن أظهره شخصاً عشوائياً فى أكله وشربه، مثلما تعمدت أن يجسد شخصية «حامد» ممثل نحيف مثل فتحى عبدالوهاب لأبين حالة الفقر التى يعيشها.
■ لاحظنا أن أغلب مشاهد الفيلم ليلية، وبعضها غير مبرر، ما سبب ذلك؟
- هذا حدث بالمصادفة نتيجة وجود عدد كبير من الأحداث يستلزم التصوير الليلى مثل جرائم القتل والسرقة والدعارة وتجارة المخدرات والجرائم والإرهاب التى جاءت فى الفيلم، فهذا العالم الإجرامى لا يبدأ إلا ليلا، كما أن الليل يضفى على الأحداث سخونة أكبر.
■ لماذا لم تشر إلى الفترات الزمنية التى يدور فيها الفيلم، خاصة أن أحداثه تنقلت بين فترات مختلفة؟
- لا أحب استخدام أسلوب الكتابة على الشاشة لأوضح الزمن الذى انتقلت إليه الأحداث، فهى فكرة تقليدية يفضل تقديمها فى التليفزيون، كما أن عدم كتابتها ساعدنى فى الإسراع بالأحداث والانتقال بسرعة من مشهد إلى آخر حتى لا يشعر الجمهور بالملل.
■ لكن الجمهور تاه فى منتصف أحداث الفيلم بسبب التنقل بين الأزمنة والتحول فى الشخصيات؟
- أنا غير مطالب بشرح سبب وجود كل مشهد، فالجمهور أذكى من ذلك، وهناك فرق بين الشخصية والحدث الذى يتطلب وجود مبرر له، أما تحول الشخصية وتغير اتجاهها فهذا طبيعى فى البشر نتيجة الظروف السياسية والاقتصادية التى تؤثر على الشخصية بالإيجاب أو السلب.
■ لماذا كان إيقاع الأحداث فى النصف الأخير من الفيلم أسرع من النصف الأول؟
- لا أتفق معك فى ذلك، وأعتقد أن الأحداث من بداية الفيلم إلى نهايته كانت سريعة، لكن النصف الأخير لأى فيلم غالبا ما تكون به نتائج ونهايات للخطوط الدرامية، لهذا قد يتخيل المشاهد أن الأحداث فى النهاية أسرع.
■ لا يوجد مبرر درامى لتقديم المشهد الساخن بين فتحى عبدالوهاب وإيناس النجار، لماذا قدمته؟
- لم أقصد أبدا من وجود هذا المشهد أى أرباح تجارية، بل كان الهدف إلقاء الضوء على أن الفقر سبب رئيسى وراء انتشار الدعارة فى المجتمع، كما أننى أراه مشهدا عاديا، فهناك مشاهد أكثر سخونة تم عرضها فى السينما المصرية.
■ لماذا لم توضح علاقة الضابط بفتيات الليل فى العزبة بعمله؟
- لأن الجنس ليس هو هدف الضابط ولكن كل همه فضح البنات أمام الناس وإذلال أسرهن فى العزبة.
■ هل من المنطقى أن يموت جميع أبطال الفيلم فى النهاية؟
- تعمدت أن تكون تلك هى نهاية الفيلم بالتعاون مع المؤلف رغم أننى أعرف أنها ستكون صدمة للجمهور، وذلك حتى تصل الرسالة واضحة إلى المسؤولين بأن الفساد السياسى والاقتصادى الذى نعيش فيه حاليا قد يكون هو نهاية البلد.
■ هل تعتقد أن توقف تصوير الفيلم ٤ أشهر كاملة تسبب فى ضعف إخراجه؟
- أنا راضٍ تماما عن مستوى إخراج الفيلم، ولكن إذا لم يتعطل التصوير طوال تلك المدة لخرج فى صورة أفضل من مستواه الحالى، خاصة أنه تم بناء ديكورات كاملة للعزبة، وبعد أسبوع من التصوير فيه، أحال على أبوشادى، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، الفيلم إلى وزارة الداخلية التى اشترطت تعديل دور الضابط الفاسد دون مبرر، رغم أن الفيلم لا يدين الشرطة فقط، بل يدين المجتمع المصرى ككل.
■ فى مونتاج الفيلم تم حذف مشاهد للأبطال أخلت بالحبكة الدرامية للعمل، فهناك شخصيات انتهى خطها الدرامى دون مبرر؟
- أنا لا أصنع فيلما عن الشخصيات، فالمهم عندى هو القضية التى يتناولها العمل، ومن الطبيعى أن تختفى مشاهد فى المونتاج إذا لم تكن لها أهمية أو لتقصير مساحات الأدوار.
■ ما رأيك فى تصريحات عزت أبوعوف، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، فى رفضه مشاركة الفيلم فى المهرجان بسبب ضعف إخراجه؟
- غير حقيقى، ولم يحدث أن صرح عزت بذلك، وهذا الكلام من افتعالات الصحف لأن وقت اختيار أفلام المهرجان لم أكن قد انتهيت من مونتاج الفيلم، والحمد لله أنا راضٍ تماما عن مستوى إخراج الفيلم.
■ تردد فى الوسط الفنى أن هناك خلافات بين صناع العمل والشركة المنتجة، وكذلك خلافات بينك وبين محمود ياسين تسببت فى إلغاء العرض الخاص للفيلم؟
- لا يوجد أى خلافات مع الشركة، أما إلغاء العرض الخاص فيرجع إلى أننى كنت فى أمريكا لدراسة الإخراج، وليس حقيقيا ما تردد عن وجود خلافات بينى وبين محمود ياسين بسبب اختصار مساحة دوره فى المونتاج، فهو فنان كبير ولا يغضبه ذلك.